نتعلم من سيرتها العطره الفواحه بروائع الايمان والتضحيه وخدمة هذا الدين الذى هو امانه فى اعناقنا رجالاً ونساءاً
ونسال الله العلى القدير ان يعيننا على حمل هم نشر الدعوه الى الله
وتعالوا الى لقطات فى حياتها
ولنبدأ بقصة اسلامها رضى الله عنها
لما نزلت الانوار السماويه على أرض جزيرة العرب ونزل الوحى على الحبيب صلى الله عليه وسلم بدء النبى صلى الله عليه وسلم يدعو قومه وعشيرته واهله امتثالا لقول الحق جل وعلا فى الايه رقم 214 من سوره الشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
صدق الله العظيم
قام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال : يافاطمه بنت محمد يا صفيه بنت عبد المطلب يا بنى عبد المطلب لا املك لكم من الله شيئا سلونى من مالى ما شئتم "
والحديث روته عائشه رضى الله عنها وقد اخرجه مسلم 205 باب الايمان واحمد 6/187 والنسائى 6/250
فقذف الله نور الاسلام فى قلب صفيه رضى الله عنها فأسلمت لله جل وعلا وكان ابنها الزبير قد سبقها الى الاسلام ....
ومنذ تلك اللحطه وهى تتعايش بقلبها وجوارحها مع هذا الدين العظيم فتراها تصوم بالنهار و تقوم باليل ولسانها لا يتوقف عن ذكر الله
وكانت دائما تفكر كيف تنصر هذا الدين وماذا تستطيع ان تقدم لخدمة هذا الدين العظيم .
ولما اشتد ايذاء المشركين لاصحاب النبى صلى الله عليه وسلم خشى عليهم المصطفى من ان يفتنوا فى دينهم فأذن لهم بالهجره الى يثرب
فكانت عمته صفيه وابنها الزبير مع هؤلاء المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم وتركوا وطنهم رغبة فى رضى الرحمن والجنه ونزلوا جميعاً فى رحاب وكرم الانصار الذين وضعوهم فى العيون واغلقوا عليهم الجفون خوفاً عليهم من نسيم الهواء ...
وهناك عاشت صفيه رضى الله عنها اجمل ايام حياتها فى ظل تلك البيئه الايمانيه وبعيداً عن بطش وتجبر المشركين وتعذيبهم
وعلى الرغم من انها كانت تخطوا نحو الستين من عمرها الحافل بالعطاء الا انها كان لها مواقف فى ارض الشرف والجهاد لن ينساها التاريخ
وستظل تلك المواقف نوراً على الدرب ينير الطريق للاجيال القادمه لتعرف طريق العزه والبطوله والفداء
ففى يوم أحد خرجت رضى الله عنها مع بعض النساء فكانت تنقل الماء وتسقى العطاشى وتبرى السهام وتداوى الجرحى وكانت تدعو لجند المسلمين بالنصر على الاعداء لتعلو راية الاسلام خفاقه عاليه
ولما انهزم المسلمون بعد ان خالف الرماه امر الرسول صلى الله عليه وسلم بالثبات على الجبل سواء كان النصر أم كانت الاخرى
وانفض اكثر الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق حوله سوى القلائل من اصحابه
قامت صفيه رضى الله عنها وبيدها رمح تضرب به فى وجوه الناس الفارين المنهزمين والاعداء المشركين وتقول لهم : انهزمت عن رسول الله ..؟؟
فلما رأها رسول الله صلى الله عليه وسلم اشفق عليها فقال لإبنها الزبير بن العوام : إلقاها فأرجعها لا ترى ما يشقيقها .
يقصد اى اذهب اليها يا زبير واجعلها ترجع حتى لا ترى ما حدث لأخيها حمزه
فذهب اليها ابنها الزبير وقال لها : يا اماه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعى
فقالت صفيه : ولمَ ؟؟ ( أى" لماذا ") فقد بلغنى انه مُثل بأخى وذلك فى الله قليل فما ارضانا بما كان من ذلك فأخبره بذلك لأ حتسبن ولأصبرن ان شاء الله تعالى ..
وعاد الزبير الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبره بما قالت
فقال النبى صلى الله عليه وسلم " خلى سبيلها "
فوقفت صفيه بجوار حمزه سيد الشهداء مضرجاً فى دماءه وقد مثل المشركون به فنظرت اليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت
ثم امر الرسول صلى الله عليه وسلم بدفن جثمان حمزه الطاهر .
الى هذا الحد انتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله .
ولا تعليق عندى على موقف هذه السيده الجليله الطاهره النقيه المجاهده العابده الزاهده الصابره
والله و تالله ان موقفها يوم احد قد لا يستطيعه بعض رجالنا .
وكما سبق ذكرت هناك فارق شاسع بين الرجوله والذكوره
ان من وجهه نظرى أرى أن هذه السيده الفاضله أعلى شأناً ومنزله من بعض الرجال المتخاذلين المنهزمين نفسياً الذين لا يراعون أصول دينهم
رضى الله عنها وارضاها وجمعنا واياكم فى الجنه معها ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم
واسمحى لى اختى فى الله ان اسالك سؤال يا من تنادين بالمساوه مع الرجل
هل ما تزالين تريدين هذه المساوه .؟؟
أبعد سرد هذه القصه تريدين المساوه مع الرجل .؟؟
أى مجد تبحثين عنه أى شرف ستناليه بالمساوه ؟؟؟
لقد بلغت السيده صفيه منزله تفوق منزلة الفرسان الشجعان بأفعالها
وصدقينى اختى فى الله تستطيعين ان تبلغى أعلى المنازل فى الجنه ان شاء الله بحسن اسلامك وجميل تربيتك لأولادك
بالعيش من اجل الدين وخدمته ومرضاة رب العالمين
وأعذرينى اختاه لو أن كلامى ليس منمقاً
ولكن الله وحده يعلم ان هدفى هو ان تفوزى بالجنه انتى ومن تحبين فى الله واهلك وكل المسلمين