عدد الرسائل : 323 العمر : 41 رقم العضويه : 3 صوره : تاريخ التسجيل : 06/04/2008
موضوع: هل هناك دليل على أن الإنسان له روح؟ الخميس مايو 08, 2008 8:15 pm
هل هناك دليل عقلي :
1 - على أن الإنسان له روح
2 - وأن روحه خالدة لا تموت
الـجـواب :
1 - نعم ، هناك دليل عقلي على أن الإنسان له روح ، وذلك أنه متى خرجت هذه الروح مات . وإلا فما السر وراء الموت ؟
فلو كان السر وراءه هو الكِبَر فلِمَ يموت الشاب ؟ والدليل العقلي يُحتاج إليه في محاجة من لا يؤمن بالله واليوم الآخر .كذلك ثبت لدى المتخصصين أن جسم الإنسان يخفّ عند نومه ، وأثبتوا أن شيئا ما يخرج من جسد الإنسان عند نومه ، ولكنهم وقفوا حائرين لا يدرون ماهو !
فهذا يُثبت أن الأنفس تخرج عند الموت ولكنها لا تُفارقه من كل وجه ، ولذا فإن النوم أخو الموت ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم ، ومما أوصى به أمته : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين . رواه البخاري ومسلم .
2 – وأما أن روح الإنسان خالدة لا تموت ، فيدلّ عليه أنها لو ماتت الأرواح وفنيت الأجساد فيلزم منه تساوي الظالم والمظلوم ، وهذا خلاف العدل والحكمة والعقل .
فإن المظلوم لا بد أن يقتص من ظالمه ، إن لم يعفُ عنه . والظالم لا بد أن ينال جزاءه . فالأرواح لا تموت ، والأجساد لا تفنى .
وبين الروح والجسد تعلّق في البرزخ ، ولكنه يختلف عن تعلّق الروح في الجسد في الدنيا ، وعن تعلقها به في الآخرة .
قال ابن القيم رحمه الله : والروح لم تزل متعلقة ببدنها وإن بلى وتمزق ، وسرّ ذلك أن الروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام :
أحدها : تعلقها به في بطن الأم جنينا .
الثاني : تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض .
الثالث : تعلقها به في حال النوم ، فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه .
الرابع : تعلقها به في البرزخ ، فإنها وإن فارقته وتجردت عنه ، فإنها لم تفارقه فراقا كليا .
لخامس : تعلقها به يوم بعث الأجساد ، وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن ، ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه ، إذ هو تعلق لا يَقبل البدن معه موتا ولا نوما ولا فسادا .
ثم قال رحمه الله : وإذا كان النائم روحه في جسده وهو حي وحياته غير حياة المستيقظ ، فإن النوم شقيق الموت ، فهكذا الميت إذا أعيدت روحه إلى جسده كانت له حال متوسطة بين الحي وبين الميت الذي لم ترد روحه إلى بدنه كحال النائم المتوسطة بين الحي والميت ، فتأمل هذا يزيح عنك إشكالات كثيرة . انتهى كلامه رحمه الله .
وقال القرطبي : الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف ، وإنما هو انقطاع تعلّق الروح بالبدن ومفارقته وحيلولة بينهما ، وتبدّل حال ، وانتقال من دار إلى دار . اهـ .
والله تعالى أعلم المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد